تحتاج كل خلية في جسم الإنسان إلى تزويد مستمر بالأوكسجين لتحويل الطعام
المهضوم الى طاقة، ولكن لا يخلو حرق الأوكسجين من مضار حيث تطلق عملية
الاحتراق مجموعة من الجزيئات الحرة تعرف باسم الشقوق الحرة. وهي عبارة عن
جزيئات غير مستقرة مدمرة، فائقة التفاعل تهاجم الخلايا وتحدث فيها الاكسدة
غير المنتظمة التي تدمر خلايا الجسم وتضعف المناعة وتسبب السرطانات
والأمراض.
مضادات الأكسدة تسمى أحيانا مكتسحات الذرات الحرة توجد بصورة طبيعية في
الجسم تقوم بالاندماج مع الجزيئات الحرة وتمنع عملها وتدميرها لخلايا
الجسم.
المواد المضادة للأكسدة تتوفر في الخضراوات والحمضيات والرخويات مثل
الشاي الأخضر والشعير والفيتامينات التوت الجريب فروت زيت الزيتون الطماطم
الجزر الكرنب الأخضر الأفوكادو والمحار. لذا ينصح الأطباء بالإكثار من هذه
الوعية من الغذاء للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان.
عند حدوث الورم السرطاني وبدء العلاج الإشعاعي هل ينصح بأخذ المواد المضادة للأكسدة أو لا؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من معرفة الطريقة التي يقوم بها العلاج الإشعاعي بقتل الخلايا السرطانية.
هناك طريقتان الأولى تسمى بالطريق المباشرة وذلك بتفاعل الاشعة مباشرة مع
أهم شيء بالخلية وهو الديه أن أيه الذي يحمل الصفات الوراثية مما يؤدي
الى فقدان الخصائص الوراثية في الخلية وينتج عن هذا الفقدان عدم مقدرة هذه
الخلايا على الانقسام مستقبلاً وتكون النتيجة موت هذه الخلايا.
الطريقة الأخرى هي الطريقة غير المباشرة ويتم فيها تفاعل الأشعة مع
جزيئات الماء في الجسم وتكون النتيجة تكوين جزيئات حرة أشهرها الإلكترون
المتأين فائق التفاعل، مدمر، غير مستقر يهاجم الخلايا ويحطم الدي أن أيه
وتكون النتيجة عدم مقدرة هذه الخلايا على الانقسام مستقبلاً مما يؤدي الى
موتها والتخلص من الورم.
عند اخذ المواد المضادة للأكسدة يتم تحجيم الطريقة غير المباشرة لعمل
العلاج الإشعاعي مما يؤدي الى تقليل تأثير العلاج الإشعاعي للقضاء على
الورم.
العلاج الإشعاعي لا يفرق بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية في جسم
الإنسان وعند اخذ المواد المضادة للأكسدة تقوم هذه المواد بحماية الخلايا
الطبيعية من تأثير العلاج الإشعاعي ولكن في نفس الوقت تقوم هذه المواد
أيضا بحماية الخلايا السرطانية.
إذًا مما سبق يتضح أنه على مستوى الخلايا الطبيعية يمكنا القول إن هناك
نفعا لهذه المواد بالتقليل من الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي ولكن على
مستوى الخلايا السرطانية هناك ضرر لان هذه المواد تقلل من قدرة العلاج
الإشعاعي القضاء على الورم.
بالرغم من وجود الأبحاث العديدة التي أجريت في العقدين الآخرين لدراسة
تأثير إعطاء مثل هذه المواد المضادة للأكسدة مصاحبة مع العلاج الإشعاعي إلا
أن الجدل ما زال قائما على مدى نفعها وخطورتها لعلاج الأورام.
أثبتت الدراسات أن إعطاء هذه المواد مع العلاج الإشعاعي يقلل من الأعراض
الجانبية للإشعاع ولكن في نفس الوقت يقلل من نسبة الشفاء من الورم لذا
ينصح الأطباء في الوقت الراهن الأشخاص الأصحاء بأخذ هذه المواد المضادة
للأكسدة للحماية من الأورام وننصح الأشخاص المصابين بالسرطان بالابتعاد
عنها أثناء فترة العلاج الإشعاعي والكيميائي.